الرقابة تحذف مشاهد عن «عبدة الشيطان»

الرقابة تحذف مشاهد عن «عبدة الشيطان» وإسرائيل وأمريكا والجماعات الإسلامية في «أيام الرعب والحب»

في عام ١٩٩٧ وتحديدا في قصر البارون إمبان بمصر الجديدة كان الرأي العام في مصر علي موعد مع قضية هزته بعنف، حيث تم إلقاء القبض علي مجموعة من الشباب بتهمة «مسك وعرض وتقديم أشياء منافية للأخلاق العامة» أو ما عرف وقتها بقضية «عبدة الشيطان»،

والتي كان انتماء الشباب المتهم فيها إلي أبناء الصفوة يحمل قدرا من المفاجأة دفع بالقضية لأن تعلق في الأذهان حتي بعد مرور ما يزيد علي ١٠ سنوات وتبرئة معظم المتهمين فيها، ويجري تناول قضية عبدة الشيطان لأول مرة في عمل فني هو مسلسل «أيام الرعب والحب» الجاري عرضه حاليا في رمضان في الثانية فجرا علي القناة الأولي، وهو توقيت سييء يشاهد فيه المشاهدون المسلسل «بالمصادفة»، علي حد تأكيد مؤلف العمل محمد الغيطي،

ولكن هذا التوقيت لم يمنع من مفاجأة الجمهور بأبطال العمل وهم يرتدون الملابس السمراء ويعسكرون في قصر أضاف إليه مخرج المسلسل لمسات توحي بأنه قصر البارون إمبان من حيث العناكب التي نسجت خيوطها علي محتوياته وجدرانه أو التماثيل رومانية الشكل، إلي جانب تزين بطلات المسلسل بالإكسسوارات وطلاء الأظافر سوداوية اللون.

المسلسل يلعب بطولته هنا شيحة وأحمد برادة وميرنا المهندس وباسم سمرة وهيثم وحيد وإياد نصار وسوسن بدر وإنتاج قطاع الإنتاج وأخرجه عمرو عابدين عن قصة وسيناريو وحوار الغيطي الذي ذكر لـ«المصري اليوم»: المسلسل بالفعل يتناول قضية عبدة الشيطان لأول مرة علي شاشة التليفزيون في عمل فني، وكان مفاجئا للناس تقديمها في عمل تليفزيوني،

ولكنه يتناول تلك القضية من بين قضايا عدة يتم التعرض لها وتصب في قالب واحد، وكأحد الأعراض التي يعاني منها الشباب الذي ينقسم لقسمين أبناء الطبقة الراقية والذين يمتلكون كل شيء ولهم سلوكيات خاصة ويدمنون المخدرات، وفي المقابل أبناء الطبقة التي تسكن العشوائيات والذين يرادفهم التطرف وهم إما يتعاملون بمنتهي العنف أو بمنتهي الخصومة،

وإلي جانب هذين النموذجين يوجد بقايا الطبقة الوسطي والتي أقدمها من خلال نموذج معتدل ممثل في «سلوي عثمان» وابنتها المحجبة، التي يأتي علي لسانها الوسطية والاعتدال فيما أريد توصيله للجمهور، وبين الاثنين هناك تناول لمشكلات الشباب والجامعة والحجاب وعبدة الشيطان والإنترنت والتطرف الديني الذي أعتقد أنه لم يتناول بهذا الشكل منذ مسلسل «العائلة».

ويضيف الغيطي: قضية عبدة الشيطان لم تنته، فقبل ما يزيد علي أسبوعين تقريبا، وبينما كنا نصور في القصر المهجور بمدينة الإنتاج الإعلامي تم القبض علي ما يقرب من ٢٠ شابا من عبدة الشيطان، أي لا تزال القضية قائمة ومطروحة. وعن موقف الرقابة من المسلسل قال الغيطي: يعتبر المسلسل أكثر عمل تعبت فيه مع الرقابة،

وخضنا جلسات كثيرة استمرت عدة شهور للتمسك بمشاهد وخطوط رئيسية في السيناريو طلبت الرقابة حذفها منها خط عبدة الشيطان، وقدمت الرقابة ٦ تقارير عن المسلسل انتهت بحذف مشاهد للشباب في القصر المهجور،

وأيضا جمل حوارية عن أمريكا وإسرائيل وعن الجماعات الإسلامية وبيت الأخوات الذي تقيم فيه الفتيات المنتميات إلي الجماعات الإسلامية، وكذلك مناظرات بين شاب ليبرالي ورئيس اتحاد الطلبة عن السياسة في الجامعة وكبت الحريات والممارسات السياسية للطلبة والمطالبة بالتغيير،

كما طلبت تجهيل الشخصية التي تلعبها هنا شيحة والتي يفترض أنها البنت الأمريكية قائدة التنظيم التي تجمع الشباب وتدعوهم لاعتناق فكر الجماعة كما تجري الإشارة لها في السيناريو، ليتم الإشارة لها علي أنها فتاة أجنبية دون تحديد الجنسية، ورغم ما حذف من المسلسل فإنني أعتبر خروج نصف الحقيقة أفضل من عدم خروجها علي الإطلاق.

وأكد الغيطي أن المسلسل قد يكون محملا بالفعل بالكثير من القضايا التي قد تتزاحم فيما بينها وتربك المشاهد، لكنه طالب بعرض المسلسل بعد انتهاء شهر رمضان وعلي قناة «جيدة» - علي حد وصفه - لأنه يحمل قضايا الشباب المصري ومحاكمة للآباء.

دولي ../

مشكورة على هذا الخبر

جزاك الله خير

تحياتي