اصل الجمال

ترى كثيرات من النساء أن الله – عز وجل - ميز غيرهن بالحسن والجمال.. وأنهن على غير ذلك من المستوى الذي وضعنه للارتقاء بكلمة الجمال، فنرى التهافت على المحلات.. والصالونات.. لاقتناء أحدث الكريمات.. وشراء جميع أنواع الماكياجات.. إضافة إلى تلطيخ شعورهن عشرات المرات بالصبغات والألوان الصارخه البعيدة كل البعد عن الجمال الطبيعي الجذاب…!، وأخريات يسايرن الموضة ويلبسن ما نزل منها وما راج، دون أن يراعين أعمارهن.. وهيئة أجسامهن (سواء كانت سمينة أو ضعيفة) ولا يراعين تناسق الألوان بين البشرة ولون الثوب.. ولا بين نوعية القماش وشكله وتفصيله، فقط يسعين إلى الوصول للجمال…! بغض النظر عما إذا كان ذاك هو (الجمال الحقيقي)… أم أنه مجرد وهم… وسراب في الرمال…
وقد ترى نساء آخريات بأن الجمال يُصنع بالمال، فتلجأ إلى عمليات التجميل والتعديل.. (والتاتو) كما يطلقون عليه محبي التخليد الأبدي للرسم على الوجوه…!، ويبذخن ما يمتلكنه من أموال للمجوهرات.. للعطور.. للإكسسوارات ومكملات الأزياء.. ولكل ما يمت بكلمة جمال، وأخريات يركزن على جمال المنزل… من أثاث.. وتنسيق.. وديكور بطريقة مبالغ بها قد تصل بهن إلى ظهور أعراض الإدمان في حب التبضع المنزلي و همجية الاقتناء…!

ومن هنا… قد نرى بأن الكثير ممن حولنا مازال يجهل معنى الجمال الحقيقي… (جمال القلب.. والفعل.. واللسان)، جمال ما تنويه قلوبنا.. وتصدقه أقوالنا.. وتثبته أفعالنا من نشر الخير في رحلة هذه الحياة…
لا لن أنكر بأن كل ماذكر سابقاً ضروري في حياة كل إمرأة.. من التجمل والمحافظة على جمالها الطبيعي وأناقتها ومظهرها.. لها ولكل من حولها.. (لكن.. بما يناسب)، ومن اختيار أفضل الملابس ومجاراة الأناقة وتطبيقها (لكن.. بما يليق)، وترتيب البيت والاهتمام بكل ركن من أركانه.. وبكل زاوية صغيرة من زواياه.. وحجراته وتنسيقها… ولكن (باللمسات الجمالية البسيطة.. العذبة.. الرقيقة) دون الحاجة إلى التكلف والمبالغة الفظة والثقيلة…

* كل شيء يمكن أن يكون جميل…
- فكل إمرأة في الواقع (جميلة)، إن افتقرت إلى صفة.. كملتها صفات أخرى تمتلكها ويفتقدها غيرها أخريات…
- وكل إمرأة مميزة.. وتميزها في عقلها وقدراتها وفي مواهبها المصقولة بإبداعاتها…
- وكل إمرأة لها تلك المكانه في قلب أهلها.. أو زوجها.. أو أبنائها.. أو زملائها.. أو أحبائها.. (لا لجمال شكلها).. وإنما لجمال أفعالها وصفاتها…
قال الله في كتابة الحكيم: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) فكيف للبعض أن يشك في إبداع خلق المصور البديع وقد خلقنا جميعاً في أحسن شكل.. وأجمل وأكمل الصفات…؟ كيف وقد زيننا بالعلم.. والفهم.. والنطق.. والأدب.. والعقل.. والتمييز عن بقية المخلوقات…؟
فهل يعقل أن تشك أي منا للحظة واحدة في إبداع خلقتها.. وحسن صورتها لمجرد معايير أوهمتها الناس بوجودها…؟
كلا… فأنتِ جميلة بقدر جمال قلبكِ… وروحكِ… وعقلكِ… وعطفكِ… وعلمكِ… وعطاءكِ… (وابتسامتك لهذه الحياة).

اسعدنى مرورك ايناس

الف شكر على المرور