- اعلم يا هذا ان عطاءاته ليست من علامات الوصول فكثيرا ما يجرى العطايا على يد من لم يصل وليس ذلك كرامه لذلك العبد ولكن قد يكون حبا فيمن تقضى لهم الحاجات فان وفقك الله واستعملك لان تكون ممن يقضى بهم حاجات خلقه فهو فضله عليك لا محاله ولكن عليك ان تتلقاه بالتواضع والانكسار والشكر والامتنان واعلم انك لا تملك لنفسك نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا وما انت بواجد حالك مع الله والله على كل شئ قدير
- عجبا لمن يداوى فى امراض الناس وحاجاتهم وهو لا يستطيع ان يقضى حاجة نفسه سبحان من اعطاه ومنعه اعطاه للخلق ومنعه عن نفسه حتى لا يوكله الى نفسه وتذهب به الظنون الى هلاكه وليلجأ دائما الى ربه فلو كان بيده شئ لكان اولى به ان ينفع نفسه ( سبحان الذى بعث فى الامييين رسولا )
- ترقبه ان ارادك فكن بين يديه فيجدك حتى اذا اردته انت وجدته . فان وجدت فى قلبك ميلا للطاعه فاعلم فى ذلك الوقت انه يريدك فقف بالباب حتى وان كنت لم تنقطع عن العباده منذ مائة سنه ولا تقول هذا يكفى لانه هو الذى يريدك . حتى اذا جاء الوقت وتحرشت بك الاعداء من الشياطين والهوى والنفس والدنيا وشهواتها طلبته ليكفيك فوجدته نعم الوكيل ونعم النصير
( امن هو قانتا آ ناء الليل واطراف النهار يحذر الاخره ويرجو رحمة ربه .........)
- لا تستحى ان تستغفره وتتوب اليه ان اسات فما اوقفك الا لانه يريدك وما استغفارك هذا وتوبتك الا شهادة منك بانه الله واستعمالا لصفة عفوه وحلمه وهذا عين المراد بالذل والافتقار
- من حكمته وكمال صفاته انه اذا وكلك لنفسك ورفع عنك ستره فعصيت انه كثيرا ما يتصادف ذلك فى وقت ياتى معه ان تعوزك الحاجات الدنيويه فتستحى ان تطلب فاحذر فذلك اختبار ليبين لك ما اذا كنت تعتمد عليه حقا ام على الطاعه والعمل . فوالله لو كان يعطى ويجود على المحسنين فقط ما سقى الكافر منها شربة ماء . فاقرع الباب واسأله بادب دون خجل عسى ان يتوب عليك لمجرد انك وقفت بالباب واستعملت صفته العاطى المعطى الوهاب
- اذا من عليك وادخلك الى حضرته ولاحت انوار الجمال على قلبك فرقص وطرب واحسست باللذه فجئت لتقف ثانية لتدخل على حضرته فاحذر ثم احذر ثم احذر ان يكون وقوفك ودخولك عليه هذه المره من اجل طلب اللذه فقط لما وجدت فيها فنعم انها خمر مسكر ولكن اطلب الساقى لا الخمر حتى تدوم الخمر والا فكيف ستاتى بها انت
- تذلل اليه باضطرار ولا تضطر اليه باتهام فهو يعطيك دون ان تطلب وامرك بالدعاء عبادة وتنفيذا للامر وليس سببا للعطاء
هدانا الله واياكم لما يرضيه ويوصلنا اليه وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد واله وسلم