القاهرة ـ : مع خروج المرأة للعمل وزيادة مشاركتها في الحياة العملية والعامة زادت مساحة ووقت الاختلاط بين
الجنسين، وأصبحت هناك مساحات من التلاقي بينهما في غير مواعيد العمل.
وتحذر "مي عزام" من صحيفة "المصري اليوم" المصرية، من هذه التغيرات الاجتماعية والقيمية في المجتمع المصري
التي بدأت تظهر وبقوة فئة من الرجال من خلفاء «الدون جوان» الذين يبحثون عن فريستهم من بين الزوجات البائسات
التي عادة ما تفضفض للصديق في لحظة ضعف وضيق وزهق، ويبدأ السيناريو المعتاد منذ إدراك الرجل ما للكلام
المعسول من تأثير على المرأة وخاصة المتزوجة التي لم تعد تسمع من حلو الكلام إلا ما يدور في المسلسلات أو
الأغاني العاطفية.
كم نسبة النساء المتزوجات اللواتي يفتحن آذانهن وقلوبهن لذلك الذي احترف الإلحاح والمداومة علي إظهار الاهتمام
والتدليل؟ ليس هناك دراسة تقول كم زوجة تعرضت لهذا الموقف فعادة ما يكون ذلك سرًا تخشي الزوجة أن تبيح أو
تعترف به حتى لنفسها فالشعور بالذنب يرافق هذا الإحساس وشبح الخيانة يصبح الحبل الذي تشنق به المرأة نفسها قبل أن
يحكم عليها المجتمع بالرجم!
وتضيف مي عزام، فمازال قلب الرجل «أربع مطارح وصالة» قادر على أن يجمع - بحكم التاريخ وسماحة العرف -
بين أكثر من امرأة، هناك من يفضل الرفقة مع وجود زوجة هي عادة أم الأولاد وهناك من يمنعه دينه فيفضل الاستحواذ
على المرأة بورقة عرفية أو قانونية، أما المرأة في المجتمعات الشرقية على وجه الخصوص فقلبها حجرة واحدة لا تتسع
لوجود إلا رجل واحد.
وحين يدق قلب الزوجة مرتين تدخل في دوامة ومحنة حقيقية محملة بالشعور بالذنب واقترافها لجريمة الخيانة، ومثل هذه
الزوجة تكون فريسة لصائد الزوجات البائسات لسببين لا ثالث لهما؛ إما لأنها بالفعل تعيسة مع شريك حياتها ولكنها
مستمرة في حياتها لأنها تتبع المثل القائل: «اللي تعرفه أحسن من اللي ماتعرفوش» والمجهول دائمًا يخيفنا، أو لأنها
زوجة تعيش حياة روتينية طبيعية مع الزوج ويأتي الآخر ليعطي لحياتها الرتيبة روعة ألوان قوس قزح وتنسي أن
ظاهرة قوس قزح لا نشاهدها إلا مرات قليلة في حياتنا نتفرج عليها ولا نعيشها.
ولأن للعاطفة شأنًا كبيرًا في حياة المرأة بحكم تكوينها تفكر نسبة من النساء اللواتي يتعرضن لمثل هذا الموقف في تقويض
زواجها وخراب بيتها لتستطيع أن ترتبط بمن دق له قلبها وتتخلص من الشعور بالذنب وصفة الخيانة، وبعد فوات الأوان
تكتشف أن المحب المخلص المستمع الجيد لمشاكلها والعاشق الولهان ليس سوى صائد لمتعة وقتية لا تكلفة لها ولا خوف
من عواقبها فالزوجة في هذه الحالة أحرص منه على إخفاء علاقتهما ومثل هذا الرجل لا يفكر في الزواج مرة أخري
فتكفيه أم العيال!
وحتى إن حدث وتزوجا تكتشف أنها اختارت من هو أسوأ من زوجها السابق هؤلاء النساء يقعن في ورطة حقيقية
وتنصحهم دكتورة مرفت صدقي راغب أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس في البداية أن تضع حدًا للعلاقة ولا تسمح
لأحد بتعدي حدودها فغير منطقي أن تحل مشكلة بمشكلة أكبر.
وأن تصر المرأة أن يكون بينها وبين شريك حياتها تحاور حتى تتحقق الصحة النفسية بين الزوجين وهي التي تقي
الزوجين الوقوع فريسة للكلام المعسول ويجب على المرأة أن تشغل نفسها باهتمامات وهوايات تمنعها من الوقوع في
الخطأ وكما يقال إن لم تشغل نفسك بالحق شغلتك نفسك بالباطل.
أما إذا حدث ومالت الزوجة لأحد من هؤلاء فعليها أن تحدد فورًا الهدف من هذه العلاقة وإن لم تستطع وحدها أن تتوقف
عنها لضعف إرادتها فعليها أن تطلب الدعم النفسي من صديقة أو أحد أفراد أسرتها وإن فشلت فعليها ألا تتردد في زيارة
طبيب نفسي ليساعدها في الخروج من هذا المأزق قبل أن يتحول إلى اكتئاب مدمر.