لا حول ولا قوه الا بالله وقبل تلك الواقعة بأيام ، تعرض أولئك الهمج الرعاع للمسيح عليه السلام بأنواع من السباب ، وكأن الأمر خطة معدة سلفا للتطاول على كل الرموز .
والإشكال في هذا الأمر أننا نتعامل مع أمة بلا قيم ، فإنهم لا يرجون لموسى الكليم ، عليه السلام ، وقارا ، وهو زعيم أنبياء بني إسرائيل ، بل إنهم لا يرجون لله ، عز وجل ، وقارا ، وتوراتهم مشحونة بأوصاف النقص للباري ، عز وجل ، تعالى عما يقولون علوا كبيرا ، فكيف يرجى منهم توقير للمسيح عليه السلام ، أو للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من باب أولى ، فهو رسول الأمة التي انتزعت منهم قيادة البشرية بموجب الوحي الإلهي ، فعرفوا صدق الرسالة ، ولكن نفوسهم الدنيئة التي غلب عليها الشح بالرياسات الفانية والمكاسب الزائلة عرفت الحق فجحدته حسدا لأمة التوحيد .
ولا عجب ، أيضا ، أن يكون رد فعل أمة النصارى فاترا على سب المسيح عليه السلام ، فحرارة الإيمان في قلوبهم باردة ، فهم أنفسهم يتعرضون له بالسب والانتقاص ، حتى وصل الأمر ، كما يقول صاحب رسالة "العلمانية" إلى إنتاج فيلم عن حياة المسيح عليه السلام الجنسية سنة 1977م !!! ، بل إنهم ، أيضا ، تطاولوا على مقام الرب ، جل وعلا ، فسبوه مسبة ما سبه أحد من البشر مثلها ، اللهم إلا غلاة الاتحادية .
وموقف الكنيسة الكاثوليكية التي تدافع عن اليهود باستماتة ، فتتحفظ على تصريحات "الكاردينال : ريناتو مارتينو" عن كون غزة معسكر اعتقال ضخم كمعسكرات النازية التي ضخمت لدرجة الأسطورة ، وهو ما حمل الأسقف "ريتشارد ويليامسون" على إنكار تلك المبالغات فسارع الفاتيكان بتهديده بالإقالة ، وهي ، أيضا ، التي تبرئ ساحة اليهود من دم المسيح عليه السلام مع أن ذلك من الثوابت العقدية النصرانية ، بزعم أنها ترفع التسامح مع الآخر شعارا لها ، في مثالية جوفاء تعني إنكار ما تواتر عندهم ، وإن كان باطلا في نفس الأمر فلا اليهود ولا غيرهم نالوا من المسيح عليه السلام ، موقفها في كل ذلك وهي تتلقى مقابله الصفعات على قفاها صفعة تلو أخرى يشبه إلى حد كبير موقف الساسة العرب الذين تصفعهم إسرائيل ليل نهار على وجوههم وأدبارهم ومع ذلك يتمسكون بالسلام كخيار استراتيجي !!! ، فالفاتيكان ، أيضا ، يتمسك بالسلام كخيار استراتيجي مع اليهود فقط .
وبطبيعة الحال لا أمل في حكام العرب ليهبوا لنصرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والذب عن عرضه ، فهم كما عهدماهم دوما : متمسكون بالسلام كخيار استراتيجي أوحد وإن داستهم يهود بنعالها !!!! .
وما أشبه تلك الواقعة بواقعة : "تاتيانا سوسكند" اليهودية الروسية التي نشرت رسما يسخر من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سنة 1997م ، فحكم عليها بخمسة أشهر مع إيقاف التنفيذ ، إن لم تخني الذاكرة ، مع اعتذار بارد من "نتنياهو" الذي كان رئيس الوزراء آنذاك ، ويبدو أن تلك التصرفات السافلة إنما تكثر في ولاياته المشئومة ونحن على أعتاب واحدة منها عجل الله بزوالها وزال كيان يهود الغاصب .
والشعوب ، كما يقول أحد الفضلاء عندنا في مصر ، هي الأمل في رد تلك الهجمات بما تقدر عليه وفق ضوابط الشرع الذي ينظر إلى المصالح الشرعية المعتبرة ، ولا أقل من أن نحرر ولاءنا وبراءنا في مثل تلك النوازل التي ينال فيها من ديننا ونبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وقد أصبح التعرض لمقامه الرفيع من أولئك الأقزام ومن على شاكلتهم من أمثال : زكريا بطرس وبقر الدنمارك وأشيمط الفاتيكان ، أصبح موضة ، وهو ليل دامس مؤذن بميلاد فجر جديد للإسلام ، فليس بعد الظلام إلا النور ، وليس بعد الشدة إلا الفرج .
و : (اللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)