تناما إلى سمع المسلمين في الحبشة بعض أخبار تفيد إلى أن أهل مكة أسلموا، فرجع ناس منهم عثمان بن مظعون إلى مكة، فلم يجدوا ما أُخبروا به صحيحاً، فرجعوا وسار معهم جماعة فكانت الهجرة الثانية.
وانضم للمسلمين في الاغتراب بأرض الحبشة أبو موسى الأشعري مع جماعة من قومه، وكانوا قد ركبوا سفينة واستقروا في الحبشة إلى أن عادوا جميعاً بعد فتح خيبر في السنة السابعة للهجرة، ومعهم جعفر بن أبي طالب.
وتوفي في أرض الحبشة عبيد الله زوج أم حبيبة بنت أبي سفيان، وتكريمًا لها فقد خطبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي بالحبشة فاحتفى النجاشي بذلك، ومهرها أربعة آلاف، وجهزها و بعث بها مع شرحبيل بن حسنة.
إسلام عمر بن الخطاب
كان عمر بن الخطاب رجلاً قوياً مهيبًا، وكان يؤذي المسلمين، ويشتد عليهم، وكان ابن عمه سعيد بن زيد زوج أخته فاطمة بنت الخطاب يقول: والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم.
بالرغم من قسوة عمر وشدته، فإنه كان يحمل نفساً رقيقة محبة وشفقة تختفي تحتها رحمة مرهفة، وعن ذلك أخبرتنا أم عبد الله بنت أبي حثمة وهي من مهاجرة الحبشة قالت: والله إنا لنرتحل إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر في بعض حاجاتنا، إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف عليّ، وهو على شركه، وكنا نلقى منه البلاء أذىً لنا وشدة علينا، فقال: إنه للانطلاق يا أم عبد الله، فقلت: نعم والله، لنخرجنَّ في أرض الله، آذيتمونا وقهرتمونا حتى يجعل الله مخرجاً.
فقال: صحبكم الله، ورأيت له رقة لم أكن أراها ثم انصرف وقد أحزنه فيما أرى خروجنا، وجاء عامر بحاجته فقلت: يا أبا عبد الله لو رأيت عمر آنفاً ورقته وحزنه علينا، قال: أطمعت في إسلامه، قلت: نعم، قال: فلا يسلم الذي رأيتِ حتى يسلم حمار الخطاب، ويبدو أن حدس المرأة أقوى؛ إذ أسلم عمر بدعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينصر الإسلام بأحد العمرين.
قال ابن مسعود: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر، ورأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم، قاتلهم حتى تركونا نصلي.
أسلم عمر وأسلم حمزة من قبل فعزَّ المسلمون في أنفسهم وكان لذلك تأثير في حياة مكة، ولم يكتم عمر إسلامه، فقاتلته قريش وقاتلهم إلى أن يئسوا منه وبدأ الإسلام ينتشر بين القبائل.
شعرت قريش بخطورة الدعوة على ما كانت تظن على مكانتها، فاجتمعت وقررت إصدار قرار بعزلة ومعاقبة هؤلاء الخارجين على قوانينهم اقتصادياً، وسطروا ذلك في صحيفة أودعوها جوف الكعبة.
وفيها مقاطعة بين هاشم وبني المطلب، وألا يجالسوهم ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للقتل.
وكان ذلك في هلال المحرم سنة سبع من البعثة، وجزم موسى بن عقبة بأن المقاطعة استمرت ثلاث سنين، صمد خلالها المسلمون ومن شايعهم من بني هاشم والمطلب، واشتد عليهم البلاء والجهد والجوع، ولم يكن يأتيهم من الأقوات إلا خفية، وكان ممن خرق الحصار حكيم بن حزام وهشام بن عمرو العامري وزهير بن أمية والمطعم بن عدي، وزمعة بن الأسود، وأبو البحتري بن هشام بن الحارث، وكانت تربطهم ببني هاشم صلات الأرحام.
بعد ثلاث سنوات من الحصار ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو قومه ليلاً ونهاراً، وسراً وجهارًا، وبنو هاشم صابرون محتسبون، قام نفر من أهل المروءة وفي مقدمهم هشام بن ربيعة بهتك القانون والخروج على ما في الصحيفة.
وقام المطعم بن عدي إلى الصحيفة ليمزقها، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أبلغهم بأن الأرضة لم تدع اسماً لله تعالى إلا أكلته، ولم يبقَ فيها سوى كلمات الشرك والظلم، وهكذا انقضى زمن تحمل فيه المسلمون القهر والظلم والعدوان وانتهت المقاطعة، وسار ركب الدعوة يوماً بعد يوم.
ما إن انتهت المقاطعة حتى أصيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بوفاة عمه عبد مناف أبي طالب، الذي كان يحوطه، ويغضب له، وينصره، ويحميه، وكانت قريش تهابه وتحترمه، وأعقب ذلك موت زوجه وحبيبته وأم أولاده خديجة.
فكان ذلك ثقيلاً على النبي -صلى الله عليه وسلم- أي يفقد في عام واحد في السنة العاشرة من البعثة ركنين هامين من حياته، واشتدت مقاومة قريش للدعوة الإسلامية بعد ذلك، ونالت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأذى ما لم تكن تنال منه في حياة أبي طالب، فخرج من مكة يلتمس النصرة من القبائل المجاورة، فكان أن توجه إلى ثقيف في مدينة الطائف، هذه المدينة التي له فيها بعض من ذكريات، فهي قريبة من ديار بني سعد ديار حليمة أمه في الرضاعة، وهي مصيف أولي النعمة ومستقر عبادة اللات، ولكن ثقيفًا لم تستجب له.
وأغوى زعماؤها وأشرافها صبيانهم وعبيدهم وسفهاءهم يسبونه ويصيحون به، واجتمع عليه الناس ورشقوه بالحجارة، ولجأ إلى بستان عتبة وشيبة ابني ربيعة واستظل بظل عريش من العنب، يمسح الدماء التي سالت من قدميه، وهو مكروب محزون.
ورفع رأسه إلى السماء مخاطباً مناجيًا داعياً ورآه ابنا ربيعة فدعوا غلاماً لهما نصرانياً يقال له "عداس" فقالا له: خذ قِطفًا من هذا العنب، فضعه في هذا الطبق ثم اذهب به إلى ذلك الرجل.
وحمل "عداس" الطبق ووضعه بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما مد يده قال: (بسم الله)، ثم أكل.
فنظر "عداس" في وجهه ثم قال: والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد.
فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ومن أهل أي البلاد أنت؟ وما دينك؟).
قال: نصراني من نينوى.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من قرية الرجل الصالح يونس بن متى).
فقال له عداس: وما يدريك ما يونس بن متى؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي).
فأكب عداس على رسول الله يقبل رأسه ويديه وقدميه.
فلما عاد عداس إلى ابني ربيعة قالا: ويلك ما فعلت؟ لا يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه.
فقال: لقد أخبرني بخبر ما يعلمه إلا نبي.
عشرة أيام قضاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الطائف، التي لم تستجب له.
قالت عائشة -رضي الله عنها- سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أُحد، فقال: (لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، أي الطائف، إذ عرضت ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال: إن الله -عز وجل- قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال: فناداني ملك الجبال وسلم عليّ ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني فأمضي كما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً).
الإسراء والمعراج:
اشتد أذى قريش بعد وفاة أبي طالب، وغمر الحزن حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة الوفية الحنون خديجة، ولاقى العنت والصلف من ثقيف في الطائف، وعاد لمكة بعد أن بثَّ أحزانه وأشجانه لربه، مجددًا العزم على المضي قدماً في تحمل المسئولية في نشر الدعوة، مستهينًا بكل الصعاب أمام رضا الله، وكان الإسراء وكان المعراج رحلة مواساة للرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد ما لاقى من أحزان.
قال تعالى: ? سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ? [الإسراء: 1].
عن أنس قال: كان أبو ذر يحدث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (فُرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمةً وإيمانًا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا).
بعد أن فرغ من شق صدر النبي -صلى الله عليه وسلم- وغسله ولأمه، أُسريَ به إلى بيت المقدس على البراق حيث صلى بالأنبياء، ووصف هيئاتهم، ثم عرج به إلى السماء السابعة ماراً ببقية السماوات الست، ملتقيًا بالأنبياء آدم ويوسف وإدريس وعيسى ويحيى بن زكريا وهارون وموسى وإبراهيم، وقد سمع صريف أقلام الملائكة وفرضت عليه الصلاة.
وقد وصف سدرة المنتهى ووصف البيت المعمور، ونهر الكوثر، وما رآه من أنهار الجنة، ورأى عذاب الذين يغتابون الناس، واختار اللبن حين حُملت إليه كؤوس الخمر والعسل واللبن.
أســرى بك الله ليلاً إذ ملائكـه والرسل في المسجد الأقصى على قــدم
لما خطــرت به التفوا بسيدهـم كالشهــب بالبـدر أو كالجند بالعلـم
صلى وراءك منهم كل ذي خطـر ومن يفـــــز بحبيب الله يأتمـــم
جبت السماوات أو ما فوقهن بهـم على منــــورة دريــة اللجـــم
ركوبــة لك من عز ومن شـرف لا في الجيــاد وفي الأينق الرســم
مشيئــة الخالـق الباري وصنعته وقـدرة الله فوق الشــك والتهــم
عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذه الرحلة السماوية الربانية وأخبر قومه بما كان من أمر الرحلة، فصدقه المؤمنون وكذبه المشركون، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس، لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثله قط، قال: فرفعه الله إليَّ أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا نبأتهم به).
لقد افتتن المشركون، فمن مصدق ومصفق، ومن متعجب ومعترف بصحة وصفه لبيت المقدس، وارتد بعض المسلمين، وحين أُخبر الصديق بالإسراء والمعراج، قال: لئن قال ذلك لقد صدق.
فقالوا له: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟
فقال: نعم إني لأصدقه إلى ما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء.
ولذلك سمي بالصديق.
لقد كانت حادثة الإسراء تطمينًا ومواساة لرسول الله وفتنة للكافرين، الذين زاد عنادهم وكفرهم، قال تعالى: ? وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ? [الإسراء: 60].
دعوة القبائل العربية للإيمان بالدين الجديد:
لم يدع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرصة للاجتماع بالناس وتبليغهم الدعوة تفوته، وخاصة في موسم الحج عندما تقبل القبائل إلى مكة، يقول ربيعة بن عباد الدؤلي وهو شاهد عيان: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذي المجاز، يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله -عز وجل- ووراءه رجل أحول تقد وجنتاه وهو يقول: أيها الناس لا يغرنكم هذا من دينكم ودين آبائكم. قلت:من هو؟
قالوا: هذا أبو لهب.
ومما خاطب به الناس في ذي المجاز: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا، وكان الناس يزدحمون عليه غير أنهم لا يقولون شيئاً، وهو لا يسكت، بل يكرر دعوتهم، وأبو لهب يصيح إنه صابئ كاذب يريد لتتركوا آلهتكم وتتركوا اللات والعزى.
ونادى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الجموع بقوله: (هل من رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي -عز وجل- فأتاه رجل من همدان، فقال: (من أنت؟)، فقال الرجل: من همدان، قال: (فهل عند قومك من منعة؟)، قال: نعم، ثم إن الرجل خشي أن يخفره قومه، فأتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: آتيهم فأخبرهم، ثم آتيك من عام قابل، قال: (نعم).
فانطلق وجاء وفد الأنصار في رجب، ويذكر جابر بن عبد الله الأنصاري: (مكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة عشر سنين يتبع الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة وفي المواسم بمنى، يقول: (من يؤويني؟ من ينصرني، حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة؟).
حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر، فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش لا يفتنك، ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا الله إليه من يثرب فآويناه وصدقناه، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمون يظهرون الإسلام)
كان الطريق إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإلى الإسلام مفروشًا بالأشواك محفوفاً بالمخاطر والمخاوف، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: (لما بلغ أبا ذر مبعثُ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأخيه: اركب إلى هذا الوادي، فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، يأتيه الخبر من السماء، واسمع من قوله ثم ائتني.
فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله، ثم رجع إلى أبي ذر فقال له: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق، وكلامًا ما بالشعر، فقال: ما شفيتني مما أردت.
فتزود وحمل شنة له فيها ماء، حتى قدم مكة، فأتى المسجد فالتمس النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يعرفه، وكره أن يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل، فرآه عليٌّ فعر ف أنه غريب، فلما رآه تبعه فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى أصبح.
ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد، وظل ذلك اليوم، ولا يراه النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أمسى، فعاد إلى مضجعه فمر به علي فقال: أما آن للرجل أن يعلم منزله؟
فأقامه، فذهب به معه لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء، حتى إذا كان اليوم الثالث فعادا إلى مثل ذلك فأقام معه ثم قال: ألا تحدثني ما أقدمك؟
قال: إن أعطتني عهداً وميثاقًا لترشدنني فعلت، ففعل، فانطلق يقفوه، حتى دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- ودخل معه، وسمع من قوله، وأسلم مكانه، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ارجع إلى قومك، فأخبرهم حتى يأتيَك أمري).
قال: والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
ثم قام القوم فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس فأكب عليه، قال: ويلكم ألستم تعلمون أنه من غفار، وأن طريق تجاركم إلى الشام عليهم؟!! فأنقذه منهم، ثم عاد من الغد لمثلها، فضربوه، وثاروا إليه.