لافندر مشرفة ادارية عامة
الجنس : المساهمات : 2475 الموقع : حيث أنا البلد : تاريخ التسجيل : 04/10/2007
| موضوع: هل يفكر العرب يا ترى؟ 20.05.09 1:56 | |
| هذا السؤال كثيرا ما يطرحه تيار اليمين المتطرف في الغرب على سبيل الاستهزاء والشماتة بالعرب. كلنا يعرف الشعار الذي طرحوه في فرنسا إبان الأزمة أو الصدمة البترولية في السبعينات أو بعدها بقليل: نحن ليس عندنا بترول ولكن عندنا أفكار! وقد لامهم كثيرا على ذلك الباحث المحترم ألان دو ليبيرا صاحب الكتب الشهيرة التي تعترف بإسهام العرب في الحضارة الإنسانية، ككتاب «الإرث المنسي للعرب». وقال لبني قومه بما معناه: لا يمكن اختزال العرب إلى مجرد مصدري بترول، أو رعاة نوق وجمال. فهم فلاسفة أيضا وعلماء وبناة حضارة وقد أخذنا عنهم الكثير. فقليلا من التواضع إذن أيها الغرب المتبجح بذاته والمغرور بحضارته وإمكانياته. على نفس المنوال يمشي باحث آخر لمع نجمه في الآونة الأخيرة وبحق هو: دومينيك اورفوا. وهو أستاذ الفكر والحضارة العربية في جامعة تولوز بفرنسا وصاحب الكتب العديدة مثل: «المفكرون الأحرار في الإسلام الكلاسيكي». وقد تمت ترجمته مؤخرا إلى العربية على يد رابطة العقلانيين العرب. هذا بالإضافة إلى كتابه عن ابن رشد: طموحات مفكر مسلم. ثم كتابه البانورامي الضخم عن: تاريخ الفكر العربي والإسلامي. ويمكن القول بأنه قسم فكرنا إلى ثلاثة تيارات أساسية: الأول هو تيار الفكر الظاهري المتقيد بالقانون والشرع وتأدية الفرائض والطقوس وتطبيق الحدود. وهو تيار يتحكم بالحياة اليومية للمسلم وهو الذي يظهر للآخرين مباشرة عندما يزورون البلدان العربية والإسلامية. وهو تيار يقدم صورة إيجابية عن العالم من حيث ترحيبه بالغنى والثروة ودعوته إلى الاستمتاع بهما وبمباهج الحياة الدنيا. ولكن مشكلته هي أن كثرة الطقوس تبدو مرهقة وأحيانا تشل الطاقات عن العمل والإبداع والإنتاج. يضاف إلى ذلك اختزال الدين إلى مجرد شكلانيات خارجية قسرية وأحيانا استعراضية مفرغة من الروح والروحانيات الحقيقية.
أما التيار الثاني فيمكن القول بأنه صوفي باطني يميل إلى الزهد في العالم ويركز على العلاقة الروحية بين الخالق والمخلوق أكثر مما يركز على الشعائر الخارجية والطقوس دون أن يعني ذلك أنه يرفضها. ومن أكبر ممثليه في تاريخنا الغزالي وابن عربي والحلاج والجنيد وجلال الدين الرومي.. إلخ.
أما التيار الكبير الثالث للفكر العربي الإسلامي فيتمثل في الإسلام العقلاني للفلاسفة: كالفارابي وابن سينا وابن رشد ومن مشى على هديهم. وهو تيار يركز على إمكانية التوفيق بين الدين والعقل أو بين الإسلام والفلسفة. وهو الذي يمثل مجد العرب وإسهامهم في الحضارة الإنسانية. وهو الذي نقل الفلسفة اليونانية إلى أوروبا وساعد على انطلاقة نهضتها الحضارية كما هو معلوم. ولكن المشكلة هي أن هذا التيار الأخير انقرض عند العرب والمسلمين طيلة عصور الانحطاط في حين أنه راح يزدهر في أوروبا. وهكذا مات في أرضه لكي ينتعش على أرض أخرى.
بعد هذه الصورة البانورامية السريعة عن تاريخ الفكر العربي والإسلامي يجيء التقييم الأخير للمؤلف. وهو يبدو متشائما على عكس ما كنا نتوقع. فهو لا يعتقد بإمكانية الإصلاح الداخلي للإسلام. ولا نعرف لماذا؟ أو بالأحرى نعرف لأنه يقول مباشرة بعد ذلك ما معناه: على الرغم من غنى التراث الفكري للإسلام إلا أنه قائم على مبدأ أساسي يلغي التطور ألا وهو: الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة. فإذا كنت تمتلك الحقيقة المطلقة فما حاجتك إلى البحث والاستكشاف والتعلم والتساؤل؟ ينتج عن ذلك شيء آخر خطير هو: إلغاء مشروعية الأديان الأخرى وبخاصة أديان الكتاب: أي اليهودية والمسيحية. فالمسلم يعتقد بأنه يمتلك الحقيقة الدينية النهائية لوحده وأن بقية الأديان خاطئة أو محرفة أو مزورة. فكيف يمكن أن ينطلق الحوار الإسلامي المسيحي في مثل هذه الظروف؟ مستحيل. بل وحتى المسلم التحديثي لا يستطيع القبول بالأديان الأخرى.
والآن ما هو رأينا نحن بمثل هذا التشخيص؟ لا ريب في أنه صحيح في خطوطه العريضة ولكنه غير كاف على الإطلاق. ولا يجوز التوقف عنده أبدا. فالمسيحيون في أوروبا كانوا أيضا يعتقدون بامتلاك الحقيقة المطلقة. وكانوا يطرحون الشعار التالي: خارج الكنيسة الكاثوليكية البابوية الرومانية المقدسة لا مرضاة عند الله ولا نجاة في الدار الآخرة. ثم تطوروا بعدئذ وغيروا موقفهم بعد المجمع التجديدي للفاتيكان الثاني واعترفوا بالأديان الأخرى وفي طليعتها الإسلام. فلماذا نستبعد إذن احتمالية أن يتطور المسلمون أيضا ويجددوا في فقه القرون الوسطى ولاهوتها وينفتحوا على العالم الحديث وفلسفة التنوير ويصالحوا أخيرا بين الإسلام والحداثة؟ لا أعتقد بأن البروفيسور اورفوا يستبعد هذه الاحتمالية كليا وهو المعجب بتاريخ العرب المسلمين وغناهم الفكري. ولكنه يبدو متشائما أكثر من اللزوم. ربما لأن الوضع الحالي لا يدعو إلى التفاؤل بسبب هيمنة التيار المتطرف والظلامي على الساحة. ففي آخر مداخلة له الشهر الماضي في معهد العالم العربي يقول هذه الجملة المعبرة: إن هناك فرقا أساسيا بين المرحلة الكلاسيكية من تاريخ الإسلام والمرحلة الحالية. وهو أن الإبداعية الفكرية كانت آنذاك أكبر بكثير مما هي عليه اليوم. فلم نعد نجد لدى مفكري الإسلام الحاليين نفس الجرأة والاتساع في الرؤيا والنظرة كما كان عليه الحال أيام الفارابي وابن سينا وابن رشد.
وأخيرا، سأقول ما يلي: ينبغي العلم بأن العرب ختموا العلم قبل ألف سنة أو أكثر عندما أغلقوا باب الاجتهاد وكفروا المعتزلة والفلاسفة وحرقوا كتبهم ولاحقوهم في الأمصار. بهذا المعنى يمكن القول بأن العرب لا يفكرون. أو قل انقطعوا عن التفكير المبدع الحر طيلة ألف سنة على الأقل وحتى مطلع النهضة الحديثة. واكتفوا بالتقليد والتكرار واجترار الاجترار.
مقتبس من جريدة الشرق
| |
|
سندريلا المراقبه العامه
الجنس : المساهمات : 1564 البلد : تاريخ التسجيل : 10/09/2008
| موضوع: رد: هل يفكر العرب يا ترى؟ 24.05.09 10:13 | |
| ينبغي العلم بأن العرب ختموا العلم قبل ألف سنة أو أكثر عندما أغلقوا باب الاجتهاد وكفروا المعتزلة والفلاسفة وحرقوا كتبهم ولاحقوهم في الأمصار. بهذا المعنى يمكن القول بأن العرب لا يفكرون. أو قل انقطعوا عن التفكير المبدع الحر طيلة ألف سنة على الأقل وحتى مطلع النهضة الحديثة. واكتفوا بالتقليد والتكرار واجترار الاجترار.
انا معكى فى النصف الاول يا شمس ولكن النصف الثانى لا فالعرب دائما سابقون فى العلم ولكن هناك اشياء اخرى تلهيهم عن التقدم والنجاح وهم دائما متفقون ان لا يتفقو على اى شئ وهذا هومربط الفرس يعنى لو اتحدو هيجرى اية !!!!
طبعا كان حال الدنيا غير الحال وعموما مشكورة ع الطرح الرائع غاليتى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تقبلى مرورى | |
|
لافندر مشرفة ادارية عامة
الجنس : المساهمات : 2475 الموقع : حيث أنا البلد : تاريخ التسجيل : 04/10/2007
| موضوع: رد: هل يفكر العرب يا ترى؟ 25.05.09 2:26 | |
| الغالية سندريلا اشكركِ على تعليقكِ القيم و على حضورك المميز لكِ الود ؛؛ | |
|
toha الادارة
الجنس : المساهمات : 1854 العمر : 50 البلد : تاريخ التسجيل : 26/07/2007
| موضوع: رد: هل يفكر العرب يا ترى؟ 26.05.09 12:07 | |
| نحن لا نريد إلا النعم الجاهزة... لا نفكر رغم أن الخالق يقول لنا في القرآن الكريم..قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق...و..إذا استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات و الأرض فانفذوا...و يقول النبي عليه الصلاة و السلام ..اطلبوا العلم و لو في الصين.......إذن ماذا كنا سنفعل إذا كان الله و رسوله حرما علينا العلم ؟؟ ...نحن أمة تستهلك النعم و لا تشارك في تطويرها...الف شكر على الموضوع يا شمسنا بارك الله فى اناملك | |
|
لافندر مشرفة ادارية عامة
الجنس : المساهمات : 2475 الموقع : حيث أنا البلد : تاريخ التسجيل : 04/10/2007
| موضوع: رد: هل يفكر العرب يا ترى؟ 27.05.09 0:41 | |
| الغالي توحة : / اشكرك على تعليقك القيم لك تحيتي و تقديري ؛؛ | |
|
احمد الرايق مشرف المنتدى الاسلامى
الجنس : المساهمات : 982 العمر : 35 البلد : تاريخ التسجيل : 25/02/2009
| موضوع: رد: هل يفكر العرب يا ترى؟ 27.05.09 6:07 | |
| شكرا علي هذا الموضوع يا شمس من راي ان العرب لايفكرو اعزريني علي التاخير بس يومين امتحنات
| |
|
لافندر مشرفة ادارية عامة
الجنس : المساهمات : 2475 الموقع : حيث أنا البلد : تاريخ التسجيل : 04/10/2007
| موضوع: رد: هل يفكر العرب يا ترى؟ 01.06.09 1:12 | |
| هههه احمد الرايق امتحن و القلب داعيلك مشكور على تواجدك بالرغم من امتحاناتك لك كامل التقدير ؛؛ | |
|
المغامر الصغير عضو مميز
الجنس : المساهمات : 335 العمر : 39 البلد : تاريخ التسجيل : 16/01/2008
| موضوع: رد: هل يفكر العرب يا ترى؟ 01.06.09 16:10 | |
| يا اخوانى انا اختلف معاكم بالراْى
ولا يجب ان نستسلم لمثل هذة الافكار الهدامه التى تنعت العرب بالجاهلين او المستهلكين
وان كان بعض العرب وليس الكل يتكلمون اكثر مما يفعلون
فدعونا نفعل العكس
فليبداْ كلا منابنفسه اولا
ولا يلقى اللوم على الظروف
ولا يلعن حظه انه نشاْ ضمن بيئه عربيه
ولا تنسوا قول الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
(كنتم خير امه اخرجت للناس --تاْمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)
صدق الله العظيم
مع تحياتى للاخت الجريئه صاحبه الموضوع واذا كنتى غير مصدقه ان العرب يمكنهم فعل الكثير
ادعوكى لاْن تلقى النظر على توقيعى
دمتى بالخير
| |
|
لافندر مشرفة ادارية عامة
الجنس : المساهمات : 2475 الموقع : حيث أنا البلد : تاريخ التسجيل : 04/10/2007
| موضوع: رد: هل يفكر العرب يا ترى؟ 03.06.09 3:03 | |
| اخي المغامر دائما عيوني على توقيعك ههههههههه الراجل شبع هههههه تحياتي لك و مشكور ع التعليق | |
|