إفلاس .. ملل .. وأشياء أخرى ..!!

موضوع: إفلاس .. ملل .. وأشياء أخرى ..!! 11.12.09 10:58

- وليام جيمس
إن أعظم اكتشاف لجيلي ، هو أن الإنسان يمكن أن يغير حياته ، إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية
-

التاريخ يُعيد نفسه، والمواقف تتشابه، على جميع الاصعدة: النفسية والإجتماعية والسياسية وحتى الرياضية ..!!
فنحن دوماً نقول نفس الكلام، ونوزّع علامات الإستفهام والتعجّب بالعدل بين كل الكلمات، ومعنى ذلك أننا نتساءَل ولا نجد الإجابة..!
ونندهش فلا نجد توضيحاً من أحد ..!

نحن مشغولون بقذارة الشوارع والأخلاق، وتلوّث المياه والهواء، فكل هواء عربي وماء عربي، هو ماء وهواء ملوّث، وكل طعام، هو طعام مسموم،
إننا نتحدّث كثيراً في كل المجالس والمحافل عن السرقات وحوادث النهب والإختلاس والرشاوي، ونتحدث عن سوء الاخلاق والجيل الضائع،
ولأننا نتحدث كثيراً، اصبحت هذه الحكايات والاتهامات كالعلكة في كل فم، او للدقّة في التعبير .. كعلكة واحدة تتداولها الافواه..

فإننا قد مللنا الطعام الواحد، واللون الواحد، ولم نذهب إلى أبعد من الملل،
بل ربما أضفنا إلى هذه الحكايات قصصاً أخرى من عندنا أو اطلقنا عليها النكت، أو لربما أضفنا من حولها قصصاً هي تلك التي نراها على
المسارح الهزلية، والأفلام السينمائية وبعض المسلسلات،
و معنى ذلك أننا نعرف كل شيء .. ودليل ذلكَ أننا صوّرنا ذلك وجسّدناه ..
ولكن المعنى الحقيقي لذلك أننا نعرف كل شيء ولكننا لا نفعل شيء سوى أننا نتفرج ونستمتع بما نشاهد ونسمع ونقرأ ..

فنحن بذلك ندين أنفسنا ولا نحاكمها ..
فبدلاً من أن نستنكر التفاهة والسلبية، فإننا نقرّ بها ونعترف .. بل ونهولها لتستعصي علينا أكثر .. فنعجز ونكتّف أيدينا ..!!
فإذا أردنا أن نهزّ الماء الراكد والهواء الخانق، فإننا نُحرّكه بأيدينا، تماماً كما تجلس أمام حوض ماء وتهزّه لتصنع موجاً وهمياً، والغريب أنك
تصدّق أن هذه الموجة تمت بفعل عاصفة هبّت، أي بفعل الطبيعة وليس أنكَ أنتَ الذي صنعت هذا الموج ونفختَ فيه لكي تهزّ الحوض لا أكثر ..

ولذلكَ فإننا نجد قضايا مستعارة تشغل الناس، قضايا قديمة نعيد تصنيفها وتعديلها ومناقشتها كأنها قضية جديدة ، ولأنها قضايا غريبة عن الواقع
فإننا نتحمس لها وندعو الناس إلى ذلك، ويمشي وراءَنا الناس، مع أن الذي نناقشه لا مبرر لوجوده إلا عندنا نحن .. لأننا ربما مفلسون ..

فنجد النقاد في الأدب يناقشون الشعر الحر والشعر العامودي، مع أنها قضية محسومة من ستين عاماً، وليس فيها جديد، ولا أحد له الحق في أن
يلوم أحداً أنه ينظم الشعر على هذا النحو أو النحو الآخر ..

كما يعقدون المجالس والندوات لمناقشة قضية المضمون والشكل للقصيدة، وهي قضية قديمة قِدَم الشعر نفسه ..

أو أن يبدأ الأساتذة الجامعيين باستهلال محاضرتهم بقضية العصر - في نظرهم - وهي تلك المشاهد اليومية التي يرونها على اروقة الكلية
ولا تعجبهم، وهذه مقدّمة باتت وكأنها ضرورية لبدء أي محاضرة مملة لا حديث فيها، لنخمّن وبكل بساطة أن هكذا محاضرة بدأت بتلكَ المقدّمة
واتخذتها عنواناً دائماً على مدى أشهر، لن تكلّفنا جهوداً فكرية كبيرة، حيثُ أنها ستكون مجرّد قراءات سلوكية من شأنها ان تحدّد مستوى
الطالب الإلتزامي في نهاية الفصل الدراسي فتُحسب له كدرجة مستحقة في سجلّه الأكاديمي
وقد تكون مُستَحَقّة فعلاً .. وقد لا تكون ..!!

وهناكَ قضية أخرى باتت كثيرة التناول: ألا وهي قضية الأصالة والمعاصرة، وهي بالفعل قضية مضحكة، ففي كل العصور كان هناكَ القديم،
وكان الجديد، ولا أحد يستطيع أن يحسب كم في المائة أصل وكم في المائة معاصر ..؟!

وأي محاولة للتوافق أو التوفيق أو التلفيق بينهما، تشبه ذلك الواقف أمام المرآة بملابسه الكاملة
في محاولة منه ليحسب كم بالمائة منها عربي وكم بالمائة منها اوروبي وتركي؟!

وتكثُر القضايا المتناولة بالحديث جانب الكذب والنفاق والمجاملة في محيط المصلحين، فهل أصلح هؤلاء المصلحين العالم وارتاحوا
ليتفرّغوا لبعضهم وليُبحروا في نفسيات بعضهم البعض، موسّعين بذلك ذممهم ومضيّقيين صدروهم،،

ربما ذلكَ لأنهم اعتادوا على الإصلاح وإحقاق الحق أينما كان ؟؟
و ربما أيضاً هو مجرّد إفلاس وملل وعجز واشياء أخرى تمت ترجمتها فعلياً ؟؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سلمت الأنامل دائما رائعة

مشكوره ع الموضوع
تقبّلي ودي و فائق إحترامي
يعطيك العافيه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولقد صدق وليام جيمس فيما قال
فالاتجاهات العقلية هي المحرك الرئيسي لحياة المرء
والإفلاس وغيرها من مشكلات الزمان ماهي إلا ترتيبات من قبل عقول جاهلة
احتسبت ضمن العقول الحية الواعية
العرب مشكلة في حد ذاتها واسم ارتبط بالتراجع والتخلف التطوري
والرجعية الفكرية
لست ضد العرب فأنا عربية
ولكني ضد تفكيرات العرب وما وصلوا إليه
أصبحنا رمز ثابتا للأمة المتراجعه على الدوام في كل شيء
وإن حاول كل جيل تجديد أفكاره وتنشيط أفعاله وإصلاح أخطاء أجداده
نئوا به إلى أرض ما بعد الشمس كما تعلمنا هذه العبارة منذ كنا صغارا
وانتهوا به كمتخلف ورجعي
وهم لا يعوا أنهم في محيطهم يدورون منذ قرون
ولا يريدون لهذه الدائرة أن تنفتح
تقديري

كلامك رائع ومظبوط جدا

شكرا جزيلا على الموضوع

مشكوره اختي لافندر

سندريلا الغالية / ..

نورتي موضوعي

و فرحت بوجودك و تواصلك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لك الود

..

الرائعه توتة / ..

شكرا عظيمة على هذا الرد الرائع
و لكِ التحية العطرة

،،